الأساتذة المتدربين لمادة الاجتماعيات فوج 2016

الأحد، 17 يوليو 2016

التقويم التربويُّ في مواد الاجتماعيَّات




التقويم التربويُّ
 في مواد الاجتماعيَّات

نشرة تربويَّة


إعداد

عبدالرحمن بن عبدالله الواصل
المشرف التربويِّ لمواد الاجتماعيَّات

 








التقويم التربويُّ
 في مواد الاجتماعيَّات

مفهوم التقويم وطبيعته:
أساسُ كلمة التقويم الذي نقصده هو معرفة القيمة، أي معرفة قيمة شيءٍ، أو فكرة، أو معنى، أو عادة، أو مهارة، أو قدرة، أو استعداد، أو خدمة، أو وجـه من أوجه النشاط ويكون ذلك بالنسبة لرغبةٍ أو حاجةٍ أو هدفٍ، والنشاط التعليميُّ والتربويُّ كأي نشاط يتطلَّب أن نحكمَ عليه من حيث نجاحه أو فشله بالنسبة لأهدافه وإبراز مواضع القوَّة لدعمها والزيادة منها، والكشف عن مواضع الضعف لعلاجها وتلافيها أو تداركها، ومعنى ذلك أنَّ عمليَّة الحكم أو التقويم تعدَّ جزءاً هامّاً من العمليَّة التعليميَّة والتربويَّة وأسلوباً هامَّاً وأساسيّاً لتطويرها.

فالتقويم التربوي هو العمليَّة المركَّبة التي يحكم بها المعلِّمُ على طلاَّبِه ما إذا كانت أهدافُه التعليميَّة والتربويَّـة قد تحقَّقتْ أم لا، ويتعرَّف على المعوِّقات دون ذلك، ويسعى إلى علاجها وتلافيها، فالتقويم إذاً: هو عمليَّة تقدير وتقويم يهـدف إلى التوصُّل إلى حكمٍ على مدى الوصول إلى الأهداف والغايات وبالتالي التعديل والتحسين.

والتقويم التربويُّ هو مجموعة من النشاطات التربويَّة والتي يمكن من خلالها الوقوف على مدى ما تحقَّق من أهدافٍ تعليميَّـة وتربويَّـة منشودة للمناهج والمقررات المدرسيَّة في مواد الاجتماعيَّات، والكشف عن العوامل المؤثِّرة في ذلك سلباً أو إيجاباً بما يمكِّن المعلِّمين من التأكيد على الجوانب الإيجابيَّة ودعمها، ومعالجة الجوانب السلبيَّة وتلافيها، ويمكِّن القائمين المشرفين على العمليَّة التعليميَّة والتربويَّة من وضع الخطط التدريسيَّة والتوجيهيَّة الملائمة لذلك والداعمة لخطوات المعلِّمين.

فالتقويم التربويُّ بالمفاهيم السابقة يعدُّ عنصراً رئيساً في تدريس مواد الاجتماعيَّات التي اتسعت أهدافُها وتشعَّبتْ لتشملَ كافة الجوانب المختلفة لدى الطلاَّب معرفيَّة ووجدانيَّـة ومهاريَّة، وتهتمُّ بكلِّ ما يطرأ من تغيُّرات في الجوانب الاجتماعيَّة؛ نتيجة لما درسوه وتعلَّموه في المواد من معلومات وحقائق ومفاهيم؛ ولما اكتسبوه من قيمٍ وميولٍ واتِّجاهات فكريَّة ومهارات وأساليب تفكير تساعدهم على التـفاعل الإيجابي مع بيئتهم ومجتمعهم.

والتقويم التربويُّ بهذه المعاني يكون عمليَّة مستمرَّة، ولا يمكن فصلها عن العمليَّة التعليميَّة والتربويَّة، ويصبح ناحية أساسيَّة في كلِّ مناهج الاجتماعيَّات، ويتأثَّر بكلِّ جوانب المناهج ويؤثِّر فيها.

خطوات التقويم التربويّ:
حيث يعتبر التقويم التربويَّ عمليَّة متشابكة تبدأ بصياغة الأهداف التعليميَّة والتربويَّة المراد الوصول إليها، وبتحديد وسائل الحصول على شواهد ودلائـل لتحقيق تلك الأهـداف، وبعمليَّات التفسير اللازمة للتوصُّل إلى معنى الشاهد والدليل وأحكامٍ عن نواحي القوَّة والضعف عند الطلاَّب، الأمر الذي يؤدِّي إلى اتِّخاذ قرارات تتصل بالتحسينات المطلوبة في المنهج وفي طرق التدريس، وهذه النظرة إلى التقويم في تعريفه ومفهومه يضعه في سياق النشاطات الميسِّرة للعمليَّة التعليميَّة والتربويَّة، تلك النشاطات تلخص في أربع خطوات أساسيَّة هي:
1- تحديد الأهداف التربويَّة والتعليميَّة واشتقاقها وتصنيفها في ضوء ما ورد في سياسة التعليم بالمملكة العربيَّة السعوديَّة وما ورد في المقرَّرات المدرسيَّة، وما أوضحته التوجيهات والنشرات التربويَّة.
2- صياغة الأهداف التعليميَّة والتربويَّة المنشودة بعبارات إجرائيَّة يمكن قياسها وتقويم المتحقِّق منها.
3- معرفة الطلاَّب معرفة تكفي لاختيار الخبرات الملائمة.
4- تحديد الخبرات التي ينبغي أن تتوافـر لدى الطلاَّب لتحقيق هذه الأهداف.
5- تقويم درجة تحقيق الطلاَّب لهذه الأهداف.
6- دراسة نتائج التقويم التربويِّ وتحليلها وترجمتها إلى خطَّة عمل تهدف إلى تحديد جوانب الضعف في المنهج المدرسيِّ، أو تحديد مواطن القصور في طرائق التدريس وأنشطتها ووسائلها التعليميَّة، أو تحديد المعوقات والأسباب التي أضعفت الأثر التعليميِّ والتربويِّ للمنهج ولطرائق التدريس وأنشطتها ووسائلها التعليميَّة على الطالب بتأثيرٍ من الطالب نفسه.

أهداف التقويم التربويِّ:
تنبع ضرورة التقويم التربويِّ من تنوُّع طرق وأساليب تدريس مواد الاجتماعيَّات، ومن عناية العاملين في الميدان التربويِّ بأن يكونوا على بيِّنة بأكثرها فاعليَّة، ومن ثَمَّ الرغبة في ترشيد عمليَّة التربية والتعليم وتحسين العائد والناتج التربويِّ وصولاً به إلى أعلى المستويات، وممَّا يهدف إليه التقويم التربويُّ ما يأتي:
1- تقدير نموِّ الطلاَّب في المجالات المعرفيَّة والوجدانيَّـة والمهاريَّة، أي في جوانب التحصيل المعرفي وفي المهارات وفي الاتِّجاهات والميول وأساليب التفكير.
2-- معرفة مدى ما تحقَّق من الأهداف التعليميَّة والتربويَّة للموضوعات المقرَّرة في مواد الاجتماعيَّات في مجالاتها المعرفيَّـة والوجدانيَّـة والمهاريَّـة.
3- الكشف عن جوانب القوَّة التي يلزم دعمها وجوانب الضعف والقصور - التي يجب تداركها وتلافيها مستقبلاً - في الأثر التعليمي والتربوي لمواد الاجتماعيَّات.
4- حفز الطلاَّب على التحصيل في المادَّة بالتوسع في الاطِّلاع والقراءة وبممارسة النشاطات التربويَّة والتعليميَّة المرتبطة بها، وبتشجيعهم على التفاعل مع معلِّميهم خلال مناقشاتهم، وعلى توظيف ما تعلَّموه في حياتهم العامَّـة.
5- تساعد نتائج التقويم التربويِّ في تقويم وتعديل خطط تدريس وتوجيه مواد الاجتماعيَّات، وكذا خطط النشاط التعليميِّ والتربويِّ المرتبطة بها بما يحقِّق الأهداف المنشودة  بصورة أفضل.
6- يستفاد من نتائج التقويم التربويِّ في توجيه وإرشاد الطلاَّب للتخطيط لمستقبلهم وفق ما لديهم ن ميولٍ ومواهب وقدرات واتِّجاهات.


  وظائف التقويم التربويِّ وأغراضـه:
ترجع أهميَّـة التقويم التربويِّ إلى الوظائف التي يؤدِّيها والأغراض التي يهدف إليها والتي يمكن تلخيصها بالآتي:
1- لحكم على أداء الطلاَّب للأعمال التي تتطلَّب السرعة والإتقان والفهم.
2- حديد مدى قدرة الطلاَّب على التفكير.
3- الكشف عن حاجات الطلاَّب وميولهم واتِّجاهاتهم.
4- تحديد مدى قدرة الطلاَّب على التوافق مع أنفسهم أو مع غيرهم.
5- الحكم على مدى كفاءة المعلِّم من خلال طرقه وأساليبه المستخدمة في التدريس.
6- الحكم على الكتاب والمنهج المدرسيَّ في مدى تحقيقه للأهداف التعليميَّة والتربويَّة، ومدى مقابلتها لميول وحاجات الطلاَّب وتمشِّيها مع الفروق الفرديَّة فيما بينهم.
7- يساعد التقويم التربويُّ على إصدار أحكام تتخذ أساساً للتطوير التربويِّ وللتنظيم الإداري.

وفي ضوء أهداف ووظائف التقويم التربويِّ يصبح التقويم في مجال تدريس مواد الاجتماعيَّات عمليَّة تشخيصيَّة وعلاجيَّة، وعمليَّة تعليميَّة وتوجيهيَّة؛ إلى جانب قياسها للمستوى التحصيلي للطالب.

شروط  وأسس التقويم التربويِّ الناجح:
لكي يساعد التقويم التربويُّ على إصدار الأحكام السليمة ومن ثَمَّ اتِّخاذ القرارات الإداريَّة التربويَّة والتعليميَّة المناسبة، وحتى يكون ناجحاً ومحقِّقاً لأهدافه في تدريس مواد الاجتماعيَّات فإنَّه تتعيَّـن مراعاة الشروط والأسس التاليـة:
- ارتباط التقويم التربويِّ بالأهداف التربويَّة والتعليميَّة: العامَّة لمواد الاجتماعيَّات وللمرحلة التعليميَّة فتكون حاضرةً في ذهن المعلِّم، والخاصَّة بموضوعات مواد الاجتماعيَّات فتصاغ تلك الأهداف بأسلوب إجرائيٍّ يأخذ بالاعتبار إمكانيَّة تقويمها يمكن ملاحظتها في أداء أو سلوك المتعلِّم، فالأهداف هي نقطة البدء وهي الموجِّه والمرشد في عمليَّة التقويم التربويِّ.
- شموليَّة التقويم التربويِّ: فيغطِّي جميع جوانب العمليَّة التعليميَّة والتربويَّة كطرق التدريس والمقرَّرات المدرسيَّة والوسائل التعليميَّة وغيرها، ويتناول جميع الأهداف المعرفيَّة والوجدانيَّة والمهاريَّة ونواحي النمو المتعدِّدة باختلاف مستوياتها وعناصرها.
- استمراريَّة التقويم التربـويِّ: فالتقويم التربويِّ ليس عمليَّة ختاميَّة مرادفة للاختبارات ينتهي بنهاية الفصل الدراسيِّ أو العام الدراسيِّ، بل إنَّه عمليَّة مستمرَّة وملازمة لعمليَّة التربية والتعليم تسير جنباً إلى جنب مع أجزاء المنهج المدرسيِّ فتساعد المعلِّمين على تعديل خططهم التدريسيَّة لمواد الاجتماعيَّات، حيث يتعرَّفون على الجوانب الإيجابيَّة فيدعمونها والجوانب السلبيَّة فيتلافونها بتعديل خططهم، فهذه العمليَّة إذاً لا تقتصر على أساليب القياس فهي عمليَّة تشخيصيَّة وعلاجيَّة ووقائيَّة في وقت واحد.
- مصداقيَّة أساليب التقويم التربويِّ: فتكون قادرة على أن تقيس ما وضعت لقياسه من أهداف تعليميَّة وتربويَّة؛ فتعطي نتائج ثابتة نسبيّـاً عند تكرار الاستخدام ؛ فلا تختلف نتائجها من معلِّمٍ إلى آخر أو مع المعلِّم نفسـه من وقتٍ إلى آخر.
- التمييز: حتى يمكن أن يكون التقويم التربوي وسيلة تشخيصيَّة ومن ثمَّ علاجيَّة فلاَّ بدَّ أن تكون أساليبه ووسائله مناسبة لمستوى الطلاَّب قادرة على التمييز بين مستوياتهم وإظهار الفروق الفرديَّة فيما بينهم.

وعموماً تتأثَّر عمليَّة التقويم التربويِّ بالنظرة الشائعة إلى وظيفة المدرسة فيتجِّه التقويم التربوي إمَّا لقياس التحصيل العلمي فقط، أو يتَّجه للحكم على نمو الطلاَّب من جميع النواحي في ضوء ومفهوم الأهداف التعليميَّة والتربويَّة العامَّة والخاصَّة، ويتأثَّر بمدى فهم طبيعة وسائل التقويم التربويِّ، وبمدى تدرُّب المعلِّم على استخدامها على نحوٍ سليم.

مجالات التقويم التربويِّ:
للتقويم التربويُّ مجالاتٌ ثلاثة تتصل فيما بينها، وترتبط ارتباطاً تأثيريّاً يجعل جوانبها الإيجابيَّة أو السلبيَّة تتطلَّب تأكيداً أو معالجة شاملة تنتـظم المجالات الثلاثة، ويمكن تحديد مجالات التقويم التربويِّ بما يأتي:
1- نموُّ الطالب نموّاً معرفيّاً  في المعلومات والحقائق والمفاهيم والمصطلحات والتعميمات العلميَّة، ونموّاً مهاريّاً حركيّاً واجتماعيّاً وعقليّاً، ونموّاً وجدانيّاً  في ميوله واتِّجاهاته وقيمه وطرقه في التفكير.
2- دور المعلِّم وطرائقه التدريسيَّـة المتأثِّرة بالإمكانات والوسائل التعليميَّـة، وبالجو التربويِّ والنفسيِّ والإداريِّ في المدرسة، وبدرجة الانتماء الوظيفي لمهنة التربية والتعليم، وبالقدرات الذاتية للمعلِّم.
3- المنهج المدرسيُّ والمقرَّرات المدرسيَّة بما تتضمَّنه من موضوعات لها محتوى وتنظيم.

فالمعلِّم يتعرَّف على متابعة طلاَّبه لما يتعلَّمونه وقياس مدى قدرتهم على تذكُّر المعلومات، وعلى ترتيب أفكارهم وصياغتها بأساليبهم الخاصَّـة، وعلى التحليل والتعليل والاستنتاج والتفكير الناقد وعمل المقارنات والتفكير المستقلّ، كما يمكن للمعلم قياس نموهم في المهارات، والتعرُّف على اتِّجاهاتهم وميولهم التي تساعده على تحسين عمليَّة التعليم والتعلُّم فيطوِّر طرائقه في ذلك، ويـوصي عند دراسته ومراجعته للكتب المدرسيَّة ببعض الاقتراحات والإضافات والتعديلات فيها.

أسـاليب التـقـويم التربويِّ:
للتقويم التربوي أساليب كثيرة يقوَّم بها أداء الطالب واستجابته للمواقف المختلفة، تلك الأساليب يجب أن تتصف بالصدق ( الصحَّة)، وبالثبات والدقَّة، وبالقيمة التشخصيَّة التي تبيِّن للطالب ما أخطأ فيه وتَلْزَمُه دراستُه بصورة أفضل، وتتنوَّع أساليب التقويم التربويِّ وتتعدَّد في مجال تدريس مواد الاجتماعيَّات بما يساعد على الوقوف على مدى المتحقِّق من أهدافها التربويَّـة والتعليميَّة، وبما يساعد على التعرُّف على مكتسبات الطلاَّب من المعلومات والمفاهيم والتعميمات الرئيسة، وعلى ما طرأ على سلوكيَّاتهم وأساليب تفكيرهم من تعديل وتحسُّن، وعلى ما تكوَّن لديهم من ميولٍ واتِّجاهات، وعلى ما اكتسبوه من مهارات نتيجة لدراستهم موضوعات مواد الاجتماعيَّات، ومن أهم أساليب التقويم التربويِّ ما يأتي:
أولاً: الأساليـب التحريـريَّـة:
وتشمل ما يـأتي:
1- أعمال الطلاَّب التحريريَّـة المدرسيَّـة.
2- واجبات الطلاَّب المنزليَّـة.
3- النشاطات المدرسيَّـة والمنزليَّـة.
4- الاختبـارات التحريريَّة التجريبيَّة والفتريَّة واختبارات نهايـة الفصل الدراسي.

ثانياً: الأساليب الشفـويَّـة:
وتشمـل مـا يـأتـي:
1- مناقشات التهيئـة والتمهيد.
2- مناقشات عرض الدروس.
3- مناقشات التطبيق في نهاية الدروس.
4- المراجعات الشفويَّة العامَّة للموضوعات السابقـة المعيَّنة أو المعمَّـمة.

وبالرجوع إلى نشرة إعداد الأسئلة الشفويَّة وأهمية بنائها وصياغتها يمكن التعرُّف على أهداف وأمثلة الأسئلة الشفويَّة للتهيئة والتمهيد وللعرض وللتطبيق وعلى أساليب صياغتها وشروط نجاحها وتصنيفها وأهميَّة إعدادها المسبق وغير ذلك ممَّا يفيد الاطِّلاع عليه.

ثالثـاً: أسالـيب الملاحظة:
وتشمل ملاحظات المعلِّم على الميول والاتِّجاهات والمهارات والقيم وأساليـب التفكير وأنماطٍ من السلوك والصفات الشخصيَّة، ويتعرَّف المعلِّم على ذلك من خلال الأنشطة المدرسيَّة التي يشترك فيها الطلاَّب، ومن خلال مناقشاتهم الشفويَّة وقراءاتهم وتصرفاتهم ومواقفهم في الرحلات المدرسيَّة وفي المكتبة المدرسيَّة، ومن خلال الموضوعات التي يقبلون على دراستها في مواد الاجتماعيَّات، فيتعرَّف على الخجول والمنسحب والقيادي والمشاغب والبارز في جوانب الأنشطة، ويتعرَّف على درجة العلاقة بين الطلاَّب، وبينهم وبين غيرهم، وعلى مستويات التعاون بين الطلاَّب، وعلى مستوى تقدير الطالب لما يقوم به وما يقوم به الآخرون، ومدى تحمُّل المسئوليَّة ودرجة الثقة بالنفس، إضافة إلى الحالة النفسيَّة والصحَّة العامَّة، وكلُّ ذلك له أثرٌ إيجابيٌّ أو سلبيٌّ على نمو الطالب في الجوانب الوجدانيَّـة والمهاريَّة، وتلك الملاحظات إمَّـا أن تكون مقصودة من المعلِّم يسجِّلها يوميّاً في كراسة أعدَّت لذلك، وإمَّا أن تكون غير مقصودة يلحظها المعلِّم عرضاً وتعطيه تصوُّراً عامَّاً عن طلاَّبه، وذلك يعود إلى مستوى تقدير المعلِّم لدوره واحترامه لمهنته واعتزازه بها وقدرته الذاتيَّة على الملاحظة ومستوى التدريب على ذلك، و(النشرة الرابعـة) موضـوع تفصيليٌّ عن الملاحظة التربويَّة يتناول أهميتها ومجالاتها وخطواتها ومعوِّقاتها وغير ذلك.

وبالنظر إلى أساليب التقويم التربويِّ المتَّبعة في مدارسنا من قبل معلِّمي الاجتماعيات نرى أنَّها بحاجة إلى تطوير أدواتها ووسائلها وتحسين مستوى نتائجها ومعطياتها، ممَّا ينعكس إيجاباً على تطوير محتويات مواد الاجتماعيَّات وطرق تدريسها بما يمكِّن من تحقيق أهدافها التربويَّة والتعليميَّة، وفي هذا المجال أقترح على الزملاء المعلِّمين الاطِّلاع على الآتي:
- دراسة الواجبات المنزليَّـة: وفيها تقويم لواقع الواجبات المنزليَّـة وصورة لما يؤمَّل أن تكون عليه كوسيلـة من وسائل التعلُّم، وكجانبٍ من جوانب التقويم التربوي، وهذه الدراسة موجودة لدى معظم المدارس توفَّرت لها بطرق ذاتيَّـة.
- دراسة اختبارات مواد الاجتماعيَّات: وهي دراسة تقويميَّة كشفت عن جوانب ضعف وقصور في تقويمها لمكتسبات وتحصيل الطلاَّب، وأُعْقِبَ كلُّ جانب ضعف أو قصور بتوجيهات تتلافى ذلك وتأخذ المعلِّم إلى المأمول أن يكون عليه من حيث كيفيَّة صياغة الأسئلة الموضوعيَّة ومبادئ كلِّ نوع من أنواعها، وأهميَّة الأسئلة المقاليَّة وكيفيَّة بنائها وصياغتها ومجالاتها، وإخراج ورقة الأسئلة، ومعنى شموليَّة الأسئلة وكيفيَّة تحقيقها، وتنوُّع أساليبها، وشروط الاختبار الناجح، وغيرها من جوانب الاختبارات، وهي دراسة متوفِّرة في مدارسنا.
- دراسة الأهداف التربويَّة في مدارسنا: وهي دراسة تقويميَّة من خلال عطاء مدارسنا ومكتسبات طلاَّبنا، وفيها كشفٌ لمستوى المتحقِّق من أهدافنا التعليميَّة والتربويَّة وتوجيهٌ للتعديل والتطوير، بُنِيَتْ هذه الدراسة على الملاحظة العامَّة المقصودة والملاحظة غير المقصودة، وهذه الدراسة متوفِّرة في بعض المدارس بطرقٍ ذاتيَّـة من مديريها أو معلِّميها، ويؤمَّـل أن تتوفَّـر في جميع مدارسنا قريباً.
- نشرة إعداد الأسئلة الشفويَّة وأهميَّة بنائها وصياغتها، وفيها تتضح أهميَّة الأسئلة الشفويَّة، وأهدافها، وأساليبها، المختلفة، ومراحلها المتتابعة، وشروطها ومواصفاتها لكي تحقِّق أهدافها، وأمثلة ونماذج على ذلك كلِّه، وهي نشرة متوفِّرة في مدارسنا كلِّها.




 مراجع تربويَّـة:
مراجع تربويَّة علميَّة يُوصَى معلمو الاجتماعيات بالرجوع إليها لمزيدٍ من التفصيلات والإيضاحات والأمثلة فيما يتعلَّق بالتقويم التربوي:
إبراهيم، عبداللطيف فؤاد، ( 1980م)، المناهج - أسسها وتنظيماتها وتقويم أثرهـا، مكتبة مصر، الطبعة الخامسة، القاهرة.
اللقَّاني، أحمد حسن؛ رضوان، برنس أحمد، (1984م)، تدريس المواد الاجتماعيَّة، الطبعة الرابعة، عالم الكتب، القاهرة.
الواصل، عبدالرحمن بن عبدالله، ( 1415هـ)، الأهداف التربويَّة، دراسة تقويمية غير منشورة.
الواصل، عبدالرحمن بن عبدالله، (1415هـ)، اختبارات مواد الاجتماعيَّات - دراسة تقويميَّة، المطابع الوطنيَّة للأوفست، عنيزة.
حمودة،  نبيه محمَّد، عبدالمنعم، منصور أحمد، المناهج - النظريَّة والتطبيق، مكتبة الأنجلو المصريَّة، القاهرة.
دنيا، محمود طنطاوي، (1982م)، استراتيجيَّات تدريس المواد الاجتماعيَّة، مكتبة الفلاح، الكويت .
ريَّان، فكري حسن، (1981م)، تخطيط المناهج الدراسيَّة وتطويرها، مكتبة الفلاح، الكويت.
عبدالعزيز، صالح، (بدون تاريخ)، التربية وطرق التدريس، الجزء الثاني، الطبعة الحادية عشر، دار المعارف، القاهرة .
هندام، يحي، جابر،جابر عبدالحميد، (1985م)، المناهج - أسُسّها  تخطيطها  تقويمها، الطبعة السابعة، دار النهضة العربيَّة، القاهرة.





القطاع الطبوغرافي وسيلة التحليل التضاريسي

المقطع الطبوغرافي
الخريطة الطبوغرافية

القطاع الطبوغرافي وسيلة التحليل التضاريسي
يعتبر القطاع الطبوغرافي أهم وسيلة كرطوغرافية لإبراز الشكل الذي تتخذه التضاريس بتفاصيلها وجزئياتها الدقيقة وهو عبارة عن رسم تخطيطي يهدف إلى تجسيم بعد الإرتفاع الذي تقدمه الخريطة الطبوغرافية بواسطة خطوط الإرتفاع المتساوية وتعتبر هذه الخطوط الأساس الذي يستند إليه لإنجاز هذا العمل غير أنه يجب الأخذ بعين الإعتبار شروط أخرى تتعلق بمقاييس المسافات والإرتفاعات والتقيد بالعديد من التقنيات أثناء مختلف مراحل العمل.